عملية قسطرة القلب
قسطرة القلب، وتُعرَف أيضاً باسم “التدخل التاجي عبر الجلد”
القسطرة القلبية هي إجراء جراحي يُتَخِذ بغرض فتح انسداد الشرايين الضيقة في القلب تستخدم في تشخيص أمراض القلب و الأوعية الدموية و لعلاج أمراض القلب، وذلك عن طريق إدخال ونفخ بالون صغير في الجزء المسدود داخل الشرايين، وذلك بصفة مؤقتة بغرض المساعدة في توسيعها.
وغالباً ما يتم مع قسطرة القلب إجراء آخر هو وضع أنبوب شبكي سلكي صغير يُطلَق عليه إسم “دعامة” وذلك للمساعدة في الإبقاء على الشرايين مفتوحة وتقليل فرص تعرضالأوعية الدموية للضيق مرة أخرى. وبعض الدعامات تكون مطلية بدواء يساعد في الإبقاء على الشريان مفتوحاً (الدعامات المعدنية المغلفة بالدواء)، بينما تكون بعض الدعامات الأخرى بدون دواء (دعامات معدنية عارية).
وتستَخدَم قسطرة القلب للتخفيف من الأعراض المصاحبة إلى أمراض القلب في حالة انسداد الشرايين، كآلام الصدر وضيق التنفس. كما يمكن إستخدام قسطرة القلب أيضاً عند التعرض لأزمة قلبية وذلك لفتح الشرايين المسدودة بسرعة وتقليل حجم الضرر الذي يصيب القلب في أمراض القلب. وغالباً ما يحدث انسداد الشرايين بسبب ترسب المواد الدهنية (تصلب الشرايين).
وفي بعض الأحيان، قد تتفاقم حالة ضيق شرايين القلب أو كما يحدث في أغلب الحالات الحرجة من أمراض القلب (الشريان الأيسر الرئيسي)، بحيث لا تُصبِح قسطرة القلب هي الخيار السليم، وإنما تتطلب هذه الحالات إجراء عملية تحويل مجرى الشريان التاجي في القلب، وتعرَف باسم “عملية مجازة الشريان التاجي”. ويتوقف قرار إجراء عملية قسطرة القلب في مقابل قرار إجراء عملية مجازة الشريان التاجي على حجم المرض الذي يعاني منه القلب، مرض صمام القلب والحالة الطبية العامة.
ورغم أن القسطرة القلبية تُعَدٌ وسيلة أقل احتياجاً للجراحة في فتح الشرايين المسدودة، إلا أنها تنطوي في الوقت نفسه على بعض المخاطر.
المخاطر المرتبطة بعملية القسطرة القلبية
تعرض الشريان للضيق مرة أخرى (كانت نسبة حدوث هذا العارض في السابق تتراوح بين 30- 40%، أما الآن فأصبحت دون 10% مع إستخدام الدعامات المعدنية المغلفة بالدواء)
تجلط الدم بصورة مفاجئة داخل الشريان/ الدعامة (ويتم في هذه الحالة إعطاء أدوية كالأسبرين و كلوبيدوجريل لمنع التجلط)،
حدوث نزيف في موقع تَقب الشريان أو في أي مكان آخر داخل الجسم (يُعتَبَرُ نزيف الدم الحاد أمراً شديد الندرة، لكن يمكن حدوثه)
مشاكل الكلَى
حدوث أمراض القلب مثل الإيقاع غير الطبيعي في حركة نبضات القلب
إلى جانب مخاطر القسطرة القلبية هناك مخاطر أخرى شديدة الندرة في حدوثها مثل الأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
تعليمات قبل إجراء عملية قسطرة القلب
سيقوم الطبيب بمراجعة تاريخ المريض العلاجي وسَيُجرِي له فحصاً بدنياً. كما سيخضع أيضاً لفحص بالأشعة يُطلَق عليه “تصوير الشريان التاجي”، وذلك لتحديد مدى قابلية درجة الإنسداد التي تعاني منها شرايين المريض لإجراء عملية قسطرة القلب.
يساعد تصوير الشريان التاجي الأطباء في تحديد إذا كانت الشرايين الرئيسية في القلب تعاني من الضيق أم من الإنسداد “قسطرة القلب التشحيصية”. ويتم إدخال صبغة سائلة في شرايين القلب من خلال القسطرة- أنبوب طويل ورفيع يتم إدخاله إلى شرايينك، عادةً عن طريق ضلع الفخذ.
عندما تملأ الصبغة شرايين المريض، تصبح الشرايين واضحة عند تصويرها بأشعة إكس وبالفيديو، ويستطيع طبيبك حينئذٍ رؤية مواقع الإنسداد داخل الشرايين. وإذا إكتشف طبيبك من واقع نتائج تصوير الشريان التاجي وجود إنسداد، فيمكن له في هذه الحالة أن يتخذ قراراً بإجراء عملية قسطرة القلب وعمل دعامة بعد إنتهاء تصوير الشريان التاجي في الوقت الذي لا تزال فيه القسطرة القلبية الخاصة بالصبغة موجودة داخل قلبك.
سيتلقى المريض تعليمات بخصوص الطعام والشراب قبل إجراء عملية قسطرة القلب. وكالمعتاد في مثل هذه الظروف، يتعين على المريض التوقف عن الطعام والشراب قبل منتصف ليلة العملية.
وقد تختلف ظروف إعداد المريض وتجهيزه لعملية القسطرة القلبية إذا كان المريض موجود في المستشفى بالفعل قبل إجراء العملية.
سواءً خضع المريض لعملية قسطرة القلب بناءً على موعد مسبق أم بصورة طارئة، فقد يخضع أيضاً لبعض الفحوص الروتينية، بما في ذلك تصوير الصدر باستخدام أشعة إكس، رسم القلب وسحب عينات من الدم.
أثناء إجراء عملية قسطرة القلب
لن يتم عمل سوى فتحة واحدة بالغة الصغر في جسمك، وتحديداً في وعاء دموي داخل الساق، الذراع أو الرسغ، حيث يتم من خلال هذه الفتحة إدخال أنبوب طويل ورفيع (يُسَمًى قسطرة) ويتم إجراء العملية. قد تستغرق عملية قسطرة القلب 30 دقيقة، وقد تستغرق عدة ساعات، ويتوقف ذلك على حجم الإنسداد الذي تعاني منه، كما يتوقف أيضاً على حدوث مضاعفات من عدمه.
يتم إجراء عملية قسطرة القلب بواسطة طبيب قلب متخصص وفريق من الممرضات والفنيين المتخصصين في الأوعية الدموية، وغالباً ما تتم العملية في غرفة عمليات خاصة تُسَمًى معمل القسطرة القلبية.
عادة ما يتم إجراء عملية قسطرة القلب عن طريق شريان داخل ضلع الفخذ (شريان فخذي). كما يمكن إجراء العملية عن طريق شريان داخل الذراع أو منطقة الرسغ. وقبل إجراء العملية، يتم تحضير المنطقة التي سَتجرَى فيها العملية بمحلول مُطَهٍر، كما تتم كسوة الجسم بطبقة من مادة مُعَقًمَة. ويتم أيضاً حقن الفخذ بمخدر موضعي، وذلك بهدف تخدير المنطقة التي سيتم إجراء العملية فيها. كما يتم وضع أقطاب كهربية سالبة صغيرة على الصدر لمراقبة إيقاع نبضات القلب.
ولا يقتضي الأمر اللجوء إلى إجراء التخدير الكلي، وبالتالي يبقى المريض مستيقظاً أثناء إجراء العملية. ويتم إدخال سوائل وأدوية إلى جسمه من خلال قسطرة وريدية، وذلك بغرض مساعدتك على الشعور بالإسترخاء. كما سيتناول أدوية مُمَيٍعَة للدم (مضادة للتخثر)، وذلك لتقليل تجلط الدم، فيمكن حينئذٍ البدء في إجراء العملية.
بعد تخدير المنطقة التي سيتم فتحها لإدخال القسطرة القلبية، يتم إدخال إبرة صغيرة للوصول إلى شريان داخل الساق أو الذراع، ثم يتم بعد ذلك عمل فتحة صغيرة في الجلد.
ثم يقوم الطبيب بعد ذلك بإدخال سلك إرشادي متبوعاً بقسطرة داخل الشريان، وذلك من منطقة الفتحة وصولاً إلى المنطقة التي تعاني من الإنسداد داخل القلب.
قد تشعر بضغط في فخذك أثناء إدخال القسطرة، إلا أنك لن تشعر بألمٍ حاد.
ويتعين عليك في هذه الحالة إخبار الطبيب. كما أنك لن تشعر في القسطرة داخل جسمك.
يتم إدخال كمية ضئيلة من الصبغة عبر القسطرة، وذلك لمساعدة الطبيب في البحث عن مواقع الإنسداد في الأوعية الدموية على صور الشريان التاجي الصادرة باستخدام أشعة إكس.
يتم نفخ بالون صعير في نهاية القسطرة، وذلك بهدف توسيع الشريان المشدود. وسيظل البالون منتفخاً لعدة دقائق في موقع الإنسداد ليعمل على تمدد الشريان، وذلك قبل أن يتم تفريغ البالون من الهواء والتخلص منه.
قد يقوم الطبيب بنفخ وتفريغ البالون عدة مرات قبل التخلص منه، وذلك لتمديد الشريان قليلاً في كل مرة قبل توسيعه.
يشعر المرضى في الكثير من هذه العمليات بألم في الصدر عند إنتفاخ البالون، وذلك لأن البالون يعمل بصفة مؤقتة على سد مجرى الدم المتوجه إلى جزء من القلب. أما إذا كنت تعاني من إنسدادات عديدة في شرايينك، فقد يتم تكرار هذا الإجراء مع كل إنسداد.
زرع الدعامة
معظم الأشخاص الذين وُضِعَت لهم القسطرة القلبية، توُضِعَ لهم أيضاً دعامات داخل الأوعية الدموية المسدودة ، وذلك أثناء وضع القسطرة.
وغالباً ما يتم زرع الدعامة داخل الشريان بمجرد أن يتم توسيعه بواسطة البالون المنتفخ. وتتحمل الدعامة جدران الشريان وتحول دون إعادة ضيقها مرة أخرى بعد وضع القسطرة القلبية.
وتبدو الدعامة في هيئتها كملف صغير على شكل شبكة سلكية.
وبمجرد وضع الدعامة، يتم التخلص من البالون الخاص في القسطرة القلبية ويتم إلتقاط المزيد من صور الشريان التاجي بأشعة إكس، وذلك لرؤية مستوى تدفق الدم داخل شريانك بعد إعادة توسعته.
وأخيراً، يتم التخلص من القسطرة الإرشادية وتكون العملية بذلك قد إكتملت.
بعد وضع الدعامة، قد تحتاج إلى بعض الأدوية للتقليل من فرصة تكوين جلطات في الدم على جسم الدعامة.
بعد إجراء عملية قسطرة القلب
من المُحتَمَل أن تبقى بالمستشفى لمدة يوم واحد أو يومين، حيث يخضع قلبك في هذه الأثناء للمتابعة والرقابة، وقد يصف الطبيب لك أدوية مضادة لتجلط الدم، وكذلك أدوية لمساعدة شرايينك على الإسترخاء وحمايتها من التشنجات والتقلصات التاجية التي يمكنها التسبب في أزمة قلبية.
ويُفتَرَض أن تصبح قادراً على العودة إلى عملك أو مزاولة روتين حياتك العادي بعد أسبوع من إجراء عملية قسطرة القلب.
وحينما تعود إلى منزلك بعد إنتهاء العملية، يتعين عليك شرب الكثير من السوائل كي تساعد جسمك على التخلص من الصبغة. كما يتعين عليك أيضاً تجنب التمارين الرياضية الشاقة ورفع الأشياء الثقيلة وأن تستشير الطبيب أو الممرض بشأن القيود الأخرى التي يجب أن تلتزم بها فيما يتعلق بالأنشطة.
اتصل بمكتب طبيبك أو بموظفي المستشفى على الفور إذا:
لاحظت حدوث نزيف الدم أو ورم في المكان الذي تم فيه وضع القسطرة القلبية.
شعرت بألم أو إرهاق متزايد في المكان الذي تم فيه وضع قسطرة القلب.
ظهرت عليك عليك علامات الإلتهاب كالإحمرار، الورم، الطفح أو الحمى.
حدث تغيير في درجة حرارة أو لون الساق أو الذراع الذي تم وضع القسطرة عن طريقه.
شعرت بإغماء او بضعف.
عانيتُ من ألم في الصدر أو ضيق في التنفس.
في معظم الحالات، تعمل قسطرة القلب على زيادة تدفق الدم بصورة هائلة داخل الشريان التاجي الذي كان يعاني من الضيق أو الإنسداد قبل ذلك. لذا، فمن المفترض أن يتناقص شعورك بألم الصدر، وتَزِيد قدرتك على أداء التمارين الرياضية.
العناية بعد إجراء عملية القسطرة القلبية:
لا يعني إجراء عملية قسطرة القلب وزرع دعامة أن قلبك قد تَعَافَى من مرضه. ولكنك ستحتاج إلى المحافظة على عادات وأنماط حياة صحية، وقد تتعاطى بعض الأدوية لضمان عدم ضيق شريانك مرة أخرى. وإذا لاحظت أن بعض الأعراض قد عاودت الظهور مرة أخرى لديك، كألم الصدر أو ضيق التنفس، أو الأعراض المشابهة لتلك الأعراض التي كنت تعاني منها قبل إجراء عملية القسطرة، فيتعين عليك الإتصال بطبيبك المعالج. وإذا كنت تعاني من ألم بالصدر في وقت الراحة أو ألم لا يستجيب لدواء النتروغليسرين الموسع للشرايين التاجية، يرجى الإتصال على الرقم 911 أو خدمة المساعدة الطبية الطارئة.
للحفاظ على صحة قلبك بعد إجراء عملية قسطرة القلب، يتعين عليك ما يلي:
الإقلاع عن التدخين
تخفيض مستويات الكوليسترول في جسمك
الحفاظ على وزن صحي
التحكم في أمراض أخرى مثل داء البول السكري وارتفاع ضغط الدم
ممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة
ويعني إجراء عملية قسطرة القلب بنجاح أنك قد لا تضطر لإجراء جراحة تُسَمًى عملية مجازة الشريان التاجي، والتي تعتمد فكرتها على إستئصال شريان أو وريد من جزء مختلف من جسم المريض وزرعه في على سطح قلب المريض ليقوم بعمل الشريان التاجي المسدود. وتتطلب هذه الجراحة عمل فتح أو شق في الصدر، كما إن التعافي منها عادةً ما يستغرق فترة أطول ويكون أكثر إرهاقاً.
إذا كنت تعاني من حالات إنسداد وضيق عديدة في الشريان الرئيسي الموصل إلى القلب، إنخفاض في وظائف القلب، أو داء البول السكري، فقد ينصحك طبيبك المعالج بإجراء عملية مجازة الشريان التاجي بدلاً من عملية قسطرة القلب وزرع الدعامة. وبالإضافة إلى ذلك، قد يكون من الأفضل في بعض الحالات علاج إنسداد الشريان بإجراء عملية مجازة الشريان التاجي، وذلك لأسباب فنية.
هل تريد التحدث الى طبيب الآن ؟